الاثنين، 16 مايو 2011

الباعه المتجولين .

يعانى الباعه المتجولين فى شوارع مصر من ايام المخلوع ونظامه ..من الكثير من انواع الظلم والذل والقهر . من مصادرة اداواتهم  ومايملكون من القليل من موارد يتجارون بها .. الى مطاردتهم فى كل مكان يلجأون اليه ومحاربتهم بكل الاشكال التى تؤدى الى كرههم للمجتمع ولى عزلهم عنه وقد يتحولوا الى افراد سلبيين ..
ومن اجل من  تتم محاربتهم ؟ 
من اجل اصحاب المتاجر  . كثيرو الشكوى من المتجولين . وليتهم يسددون الرسوم المستحقه علي محالهم .ااو الضرايب

 .لكن للاسف الغالبيه العظمى من اصحاب المحلات يفضلوا دفع رشاوى للحى او رشاوى لموظفين الضرايب بدلا من دفع المستحقات مع العلم ان مايدفعوة من رشاوى قد يكون اقل مما يجب عليهم دفعه للبلد ..اعرف الكثير من اصحاب المحلات يفعلون ذلك . عندى صديق على سبيل المثال له محل انترنت فى شرم الشيخ . وسط  ست محلات اخرى يدفع صديقى واثنين فقط من اصحاب المحال ضرائبهم بانتظام اما باقى المحلات فلم يدفعوا يدفعوا اى ضرائب للدوله منذ ان بدوا فى نشاطهم .
 صديقى كان يدفع مبلغ 2500 جنيها لمحاسب ليقوم بانهاء كافه الاجراءات له بمصلحه الضرايب . كل عام .   2500  جنيها للمحاسب فقط وبيدفع 250 للضرايب !! شفت الحلاوة .يعنى المحاسب بياخد منه اكتر من الضرايب عشر مرات . بيحكى لى انه بعد ان قرر ان يذهب للضرايب بنفسه وان يدفع المستحق عليه بعد ان اصبح الدخل اقل من المعتاد . وجد الكثير من المهازل والمفارقات . على سبيل المثال اكبر  مطعم فى شرم الشيخ بيدفع اقل من صديقى يعنى اقل من 250 جنيه سنويا . مع ان المطعم هو الاشهر فى شرم الشيخ . وقد يكون دخله فى ساعه اكتر من دخل صديقى فى شهرين تلاته .ولكن هو على علاقات قويه بموظفى الضرايب وبالطبع هم زبائن المحل ياكلون السحت بالمجان .ليتركوة ياكل اموال المصريين  .
نرجع لقضيتنا . قضيه الباعه المتجولين . 

صاحب عربيه الفول . مثلا  . ولا اظن انى فى حاجه الى توضيح ظروف هذا الانسان المصرى البسيط الذى يسعى ليجد عمل حلال   فجعله مبارك ونظامه مجرم يطاردوة فى كل مكان  وحرموا عليه العمل .وللعلم مازال للان وبعد الثورة لا مكان للباعه فى الشارع ولا امان . فاعتقد انكم تدركون تماما ان الكثير من الشباب المصرى يعانى من البطاله . وهناك الكثير ممن يرفض العمل نظرا لانه خريج كليه  او  ان ايدة ناعمه ومش واخد على العمل والمجهود او لم يجد عمل مناسب للقدراته الخارقه .اما هذا الرجل الذى  جعله حظه بلا عمل ولا مهنه معينه . فقرر الا يتاجر بالمخدارت والا يجلس امام  منزله يبكى حظه ويلعن الظروف او ان يتجه للسرقه او البلطجه. فاستعان بالله وجمع القليل من المال . ليبدا مشروع بسيط . على ادة وبما ملكت يداة    فوقف يبيع الفول على عربه خشب او عمل بارنيكه شاى على الكورنيش او  فرش  على الارض بعض التى شيرتات  .او لعب الاطفال ....الخ. ووقف كما يقف كل عامل او موظف من عشر الى اتناشر واربعاتشر ساعه ينادى ويبيع ليكسب فى نهايه اليوم القليل من المال ..خمسه جنيهات او عشرة او عشرين ليحمد الله ويشكرة .ويذهب منزله سعيد بما رزقه الله .. واحيانا اخرى يقف اليوم بكامله بلا اى مبيعات  . ولكنه لا يستسلم ويخرج فى اليوم التالى متوكلا على الله وكله خوف من الجبارين .. او كما يقولون عليهم الازاله.
وللعلم اعرف الكثيرون مما بداوا يبيعون الطعام او الملابس او اى شئ فى الشارع وبعد سنوات اصبحوا من اكبر التجار .  
عندما ذهبت للنرويج ووجدت فى كل مكان باعه متجولين ويستطيع اى شخص ان يفترش الشارع ليبيع ويشترى بدون  مطاردات ومحاسبات وتضيق عليهم من الحكومه . قلت ياربى طيب لما هنا بيسيبوا الناس وهما بلد غنى اصلا ومتقدمين جدا ومحترمين ومحافظين .طيب ليه عندنا بيضايقوا الناس ومش عايزنهم ياكلوا عيش واحنا بلد فقيرة والناس حالتها بالبلاء وفى بطاله وقرف .
ياجماعه سيبوا الناس تاكل عيش خلوا الناس تخرج تبيع عسليه وسمسميه وعرقسوس وفول . سيبوا الناس تفرش فى اى مكان ما دام على ارض بلدة . فلو لم تحتضنه بلدة مين يحتضنه ويساعدة . يا جماعه ما تنسوش الشهيد محمد بو عزيزى مفجر الثورات العربيه فقد كان من الباعه المتجولين . ماتنسوش ان محمد بوعزيزى الذى احرق نفسه  من الاضطهاد والعند والملاحقه والمطاردة .  . كان بائع متجول . اعينوهم اتركوهم . لا تحاربوهم .

ليست هناك تعليقات: