الأربعاء، 29 فبراير 2012

الذكرى الثانيه لرحيل ابى .

 .كانت صدمه لى ان اسمع ان والدى حالته سيئه جدا  واننى قد لا اراة مرة اخرى.
 بعد  حوالى ساعتين من اتصال اخى مجدى ليخبرنى ان والدى حالته الصحيه متدهورة جدا وانه طلب يشوفنى حجزت مباشرة وتوجهت للمطار 


.كنت على اتصال بوالدى وباخوتى يوميا تقريبا  بعد وفاة والدتى .وكنت اتحدث معهم   جميعا وكان الجميع يخبرنى بانه على خير ما يرام .كما يفعل دائما المصريين.
يفضلوا ان يصدموك بخبر الوفاة على ان يطلعوك على حقيقه الحاله الصحيه للمريض  اولا باول حتى تكون على علم  وتكون مستعدا فى اى وقت لانباء غير سارة لا قدر الله لكن  ان يخبروك دوما بان المريض بخير وكل شئ تمام خليك انت بس فى الى انت فيه وماتشغلش بالك وهو كويس والله !!
وفجأة تجد احدهم يتصل ليقول لك ان الذى كان بخير وكل شئ تمام وكويس والله بالامس . توفى اليوم  
.فتكون الصدمه اضعاف اضعاف الصدمه للموجودين بجانب المريض .ولكن هذة هى ثقافتنا وحياتنا وعادتنا وانا على علم بانهم لايريدون شئ باخفاء الحقيقه الا لطمأنه البعيد او المتغرب وعدم ازعاجه وشغل باله هكذا يعتقدون
. لكنى ضد هذا الامر و بشدة.
 .ماعلينا لن اناقش الامر الان بالرغم انه امر هام بل غايه الاهميه
 .بعد اتصال مجدى علمت تلقائيا اما ان والدى توفى او انه يلفظ انفاسه الاخيرة . اى اننى  قد لا اراة مرة اخرى . بعد المكالمه بساعتين تقريبا .  كنت فى مطار اوسلواومنه الى مطار امستردام ومن امستردام سنطير مباشرة الى القاهرة . سنصل باذن الله تقريبا  الساعه الواحدة ونصف صباحا . لم احمل معى الا  شنطه صغيرة جدا كى تكون معى فى الطائرة ولا داعى لان ارسلها مع باقى الحقائب حتى لا اضطر ان انتظر ساعه على الاقل لوصول الحقائب فى المطار ( هكذا خططت ) . وصلنا امستردام وهناك تحدثت مع  مجدى واخبرنى ان والدى حالته الصحيه لم تتحسن بل تسوء  للاسف ولكنه مازال حى  الحمد لله .حقيقه لم اتوقع ابدا وفاة والدى الان وكنت اتوقع ان اقضى معه اسبوعين  على الاقل.كنت حقا مشتاق له خاصه بعد رحيل والدتى . لم ابعد اعنه كل هذة المدة من قبل .
 صعدت للطائرة وهناك جلس بجانبى شاب ولاحظت ان زوجته تجلس على الجانب الاخر من الصف المقابل لنا  فطلبت منه ان نتبادل المقاعد لتجلس هى بجانبه كما يفعل اى شخص فى هذا الموقف . تبادلنا الاماكن وجلست بجانب شاب مصرى كان فى هذا الوقت مندمج فى الصلاة . واخذ وقت طويل وكأنه يصلى مافاته طوال اليوم .
 بعد ان انهى الصلاة سالته لماذا لم تصلى صلاة قصر قبل ان تركب الطائرة . فاجاب بانه خرج من عمله مباشر على الطائرة فلم يكن لديه وقت للذهاب الى المنزل او الصلاة .تعرفنا بعدها وعلمت انه بلدياتى من الاسكندريه .تبادلنا الحديث طويلا .ثم طلب منى ان نتشارك عربيه خاصه من القاهرة لتنقلنا الى الاسكندريه لكى نوفر نصف الاجرة .
وصلنا الى مطار القاهرة بحمد الله حوالى الساعه الواحدة  ونصف صباحا . وبالرغم من اننى لا احمل الا حقيبه واحدة صغيرة الا اننى انتظرت وصول الحقائب مضطر من اجل صديقى الجديد  او من اجل توفير نصف اجرة التاكسى او لانه القدر والنصيب غالبا. وهكذا فشلت خطتى فى الخروج سريعا من المطار . الساعه الان الثانيه ونصف صباحا تقريبا ومازلنا فى المطار .
 وصلت الحقائب  وانهينا الاجراءات وبدأت ابحث عن تاكسى او عربيه سياحه لتنقلنا للاسكندريه  من داخل المطار.هنا اخبرنى صديقى او زميل الطائرة  بان اخيه ينتظرنا بالخارج بعربيته الملاكى واننا مازلنا على الاتفاق بمشاركه الاجرة الى الاسكندريه و استطيع ان ادفع نصف اجرة التاكسى لاخيه !!  بعد قليل اتصل به احدهم ظننت انه اخيه ولكنه لم يكن كذلك بل كان شخص  له اخ بهولندا  ولهم امانه ما مع زميلى الجديد وسياتى لياخذها فى المطار فعلا.جاء واخذ امانته ووقف معنا ينتظر وصول اخو زميل الطائرة حقيقه لا اتذكر اسمه . وبدانا البحث عن اخيه . ومحاوله الاتصال  به ولكن تليفونه مغلق . لنصل لاخيه  الذى سينقلنا الى الاسكندريه اخذ منا الامر اكثر من ساعه اى ان الساعه الان تخطت الثالثه ونصف صباحا . واخيرا جاء اخيه .  اخبرة اخوة انه كان يبحث عنه فى المطار القديم ثم ذهب للمطار الجديد وعاد للقديم وقضى اكثر من ساعه ذهابا وايابا  .   واخيرا انتهى الامربالاحضان والسلامات. كانت  والدته تنتظر داخل العربيه. سيدة كبيرة فى السن جدا ولكنها اصرت ان تكون فى استقباله  . انتهينا من السلامات والاحضان و تحركنا فى اتجاة الاسكندريه .على القاهرة الاسكندريه الصحراوى بعد الاستراحه  تقريبا طلب اخيه ان  نقف قليلا لصلاة الفجر حاضرا فى احد مساجد الطريق السريع .صلينا الفجر حاضر وتحركنا مرة اخرى .
 دخلنا الاسكندريه حوالى الساعه السادسه ونصف صباحا .
 قرروا ان يذهبوا اولا الى منزل الحجه . نوصلها الاول  وبعدين يوصلونى . طبعا لم امانع . الغريبه اننى لم امانع اى شئ فى هذا اليوم . وكنت مستسلم وكأن شئ يقودنى للتأخير
 . بالرغم اننى لا اعرفه لكن عندما طلب منى ان نتشارك تاكسى وافقت وعندما فاجأنى بان التاكسى هى عربيه اخيه وافقت ! وعندما طلب منى النزول للصلاة .بالطبع وافقت وعندما طلب منى ان نوصل والدته اولا الى منزلها . وافقت ! اى نعم عندما تاخروا قليلا وكان بالنسبه لى كثيرا  . طلبت ان استقل تاكسى  لمنزلى لان المسافه ليست بعيدة نحن الان بجليم وانا اسكن بفيكتوريا . ولكنهم رفضوا وطلبوا منى الانتظار فلابد ان يوصلونى الى باب البيت  .انا فعلا مقيد لا افعل شئ غير موافقتهم .
بعد ان اطمأنوا على الحجه تحركنا  . واخيرا وصلت منزلى  بعد عناء ووقت طويل جدا جدا جدا .
لم يكن احد بانتظارى فى الشباك كما كنت اتوقع . كما كانت تفعل  والدتى رحمها الله ورحم والدى وأخى وجميع موتى المسلمين . كانت امى دوما تنتظرنى فى الشباك  . هذة المرة لم ينتظرنى احد اعتقدت ان الجميع مازال نائما . لاننى اعلم انهم يسهرون طويلا على خدمه والدى.
 صعدت الى البيت رنيت جرس الباب فتحت الباب احدى اخواتى البنات.
 وبرغم اننى غائب عنهم اقل بقليل من عام حوالى 9 شهور لكن احدا لم يرحب بى الا باهلا وحمد الله على السلامه بحهد وصعوبه .
 . لم يطول اندهاشى ولم اسأل فى ايه . فالمشهد لم يكن يتحمل احضان او سلامات او ابتسامات بعد ان فتحوا الباب شقتنا صغيرة  والى واقف على الباب شايف كل حاجه .نظرت على سرير ابى  فشاهدته  مغطى بالكامل على سريرة .
 توفى ابى قبل ان اصل بنصف ساعه تقريبا .
انا لله وانا اليه لراجعون .
لم يكن لى نصيب ان ارى والدى . وكل ماحدث معى كان امر مكتوب .كل تاخيرة كانت محسوبه .
.حضنته, قبلته , بكيته وودعته ..الوداع الاخير 
حقا كنت مشتاق لخدمته ,الجلوس معه ,الكلام معه ,الصلاة معه ,الهزار معه , حلاقه شعرة وتقليم اظافرة كما كنت افعل معه .كنت بحاجه شديدة لقضاء بعض الوقت مع ابى خاصه اننى سافرت يوم وفاة والدتى وها انا اعود يوم وفاة ابى !!
 قال لى اخى هشام انه كان بانتظارى فى شرفه المنزل حتى  الساعه 7 وكان والدى مازال حى . دخل اخى هشام بعدها ليقول لوالدى اننى على وصول بعد دقائق قليله باذن الله
 . فوجدة توفى .رحمه الله عليه
.اخبرونى ان ابى قال لهم  انه لن يرانى مرة اخرى ولكننى ساراة .  وقد حدث 
بعد وفاة امى شعرت باننى فقدت عينى اليمين . اليوم بعد وفاة ابى فقدت عينى الاخرى . عامان مضوا على وفاة ابى عامان و9 شهور على وفاة امى . كنت خلالهم اشعر باننى فى الحياة بلا ضهر ضاعت البركه من حياتى لاول مرة بدات ان اخاف من الحياة من الغد .حتى انعم الله على من سته شهور بمولود منغولى داوود اصغر ابنائى  ورابعهم . شعرت بان البركه عادت لى من جديد شعرت بان الله يرعانى . اسال الله ان يحفظه واخواته .
 رحمه الله عليك يا ابى  واسكنك فسيح جناته وامى واخى وجعل قبوركم رياض من رياض الجنه انتم .. وكافه موتى المسلمين ..
.

الفاتحه  لموتانا وموتاكم . وموتى المسلمين .

ليست هناك تعليقات: